أفكّر فيما أقوم به هذه الفترة، وفيما قمت به خلال الأربع سنوات الماضية، ولاحظتُ شيئا مشتركا بين كلّ مراحلي، أنني لم أكن أبدًا واثقة من خياري في أي خطوة، ودائما كانت قراراتي -في أحسن الأحوال- في محلّ التشكيك، إن لم تكن في محلّ تسخيف وتحبيط، ولأنني غالبًا أملك هذا الخيار كخيار وحيد، فأنا أقوم بتلك المهمة مهما كانت سخيفة بنظري أو غير مجدية، ودائما ما يكون التشكيك سيّد الموقف، ولكن من باب العدل والإنصاف، ما دفعني لإنجاز أعمال لم أتوقع إنجازها هو هذا الإقدام بالرغم من التشكيك، ووصلتُ إلى نقطة نهائية، وهو أن التأكد من الخطوات أمر شبه مستحيل، إن لم يكن مستحيلا بشكل مطلق، فنحن لا نرى النتائج إلا بعد الإقدام على الخطوة، ويصعب علينا التنبؤ بالنتائج إن لم نجرّب، وما دفعني لكتابة هذه التدوينة هو مشاعر التشكيك المؤججة بداخلي تجاه الكتابة في هذه الفترة، وكما ذكرتُ في أول تدوينة لي هنا، أنا أسلك الطرق دائما ولا أعرف نهايتها، وما يدفعني لذلك هو الشعور الذي يقودني لفعل شيء ما، وغالبا بعد عرض الأفكار وتنقيحها أصل لخيار وحيد للبدء به، ولذلك إن قررتُ الإقدام على فعله فأنا غالبًا سأتعرّض لفترة عصيبة في مشاعري، ما بين تشكيك وتسخيف وتحبيط، ومع مروري بهذه التجربة بشكل متكرر فقد كسبت لياقةً في التعامل معه.
نلتقي
يوميا بالكثير من الأشخاص أو نتصفح كثيرا من المواضيع أو نصادف إنجازات مبهرة توافق
ما نحلم به مستقبلًا، فنشعر أن خطواتنا الصغيرة الحالية ما هي إلا مضيعة وقت، في هذه
اللحظة تحديدًا تغيب عنّا كل عوامل اختلافاتنا في الظروف والتجارب والأعمار، وندخل
في دوامة المقارنة التي ستزيد حتمًا من نوبة التشكيك، لا بأس أن نشعر بذلك، ولكن
المهم ألّا يعيقنا ذلك عن الإقدام، لأن الشكوك غالبًا تنبع من مصدر مثالي بدواخلنا،
يريد منا أن نصنع المعجزات في وقت قياسي، أو بمعنى آخر يريد أن نصنع المعجزات أو ألّا نصنع شيئا، وأنا أقول لك، اصنع شيئا ما بشكل يومي ومتكرر وبسيط، أفضل من عدم قيامك
بأي شيء، فالخطوات البسيطة والمتكررة في اتجاه واحد هي من تشكّل صورتك العظيمة في
عقلك على أرض الواقع.