2- الخيار الوحيد

أحد أكبر مخاوفي في إنتاج المحتوى على السوشال ميديا هي أن تكون إنتاجاتي سطحية أو عديمة الفائدة، ولطالما شكّلت لي هذه الفكرة هاجسًا مرعبًا يجبرني على العمل بجدية أكبر للتخلص منه، أعتقد أن الأمر في حقيقته ينبع من مصدر واحد، هو أنّني أود أن أحاط بجمل الانبهار والتصفيق لكل ما أقوم بفعله، لأنه وبشكل ما تحتِّم علينا هذه النوعيّة من الأعمال المرتبطة ارتباطا وثيقا بالسوشال ميديا التعرض لهذا الضغط الذي يُحملنا مسؤولية أن نكون مثاليين.

نحن نتحدث عن شخص يمتلك خيارات عديدة ويقرّر أن يختار المثالية في الأداء، ولكن فكّر معي فيم لو كنت لا تملك أي خيار، ما هي السبل المتاحة أمامك لإثبات نفسك؟ ستدخل في دوامة لا نهائية من الأفكار وسيصل بك الحال إلى فقد قيمتك الذاتية تمامًا، لأنك اعتدت أن تتغذى عليها من الخارج.

رغم صعوبة هذه الفترات إلا أنها تجبرني على عيش حقيقتي، يتميّز هذا (الخيار الوحيد) بأنه متاح ضمن إمكانياتي الحالية، وسهل نوعًا ما، لدرجة يصعب علي تصديقها، فأماطل في اختياره وأقوم بتسخيفه وتكذيب الفكرة التي تقول أنه سيصل بي يومًا ما لمكان بعيد.

هذه الفكرة في عقلي الآن وأشاركها معك، ولكنني أنساها دائما، وأقوم بتأجيل الكثير من المهام التي أؤمن بأنها غير مجدية إطلاقا، ولكنني ذات يوم قرأت مصادفة سلسلة تغريدات كتبتها قبل عام تقريبًا، ولامستني هذه الفكرة تحديدًا من السلسلة:

صورة

المهام غير المهمة هي نفسها خياري الوحيد الذي أختاره لأخلق طريقًا جديدًا لنفسي، وربّما يكون أكبر عائق في هذا الطريق هو أخذه على محمل الجد، لأنني غير محاسبة إن قصرت أو انسحبت في منتصف المهمة أو لم أقم بأدائها على أكمل وجه، لذلك في هذه المرحلة أعيش دور المسؤول عن مهامه والملتزم بخططه، هذه هي الطريقة الجيّدة للوصول، ليس لأنه الخيار الأمثل، بل لأنه الخيار الوحيد.

تعليق واحد

  1. هذه هي الطريقة الجيّدة للوصول، ليس لأنه الخيار الأمثل، بل لأنه الخيار الوحيد ، أتفق معك تماما إن كان الوصول المقصود الى الغاية من خلقنا كبشر * وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون * مع العلم أن خيار الغاية من الخلق /العبادة/ هو الخيار الوحيد والامثال ، وأي عمل سواء انشاء مدونة أو حتى التصميم الجرافيك يمكن أن يوظف في خدمة الغاية من الخلق وهي العبادة كل مهارة او حرفة أو تقنية يمكن أن توظف فقط يجب على المنشئ أن يتحلى بالمعروف العقائدية والنية لخدمة هذه المسألة من وجهة نظره وليدخل في دائرة العبادة أو الغاية من الخلق وينال لذتها أجرها وجزاءها .
    تحية عطرة من المغرب
ما تعليقك على التدوينة؟