بعد
كثير من التجارب مع الفشل تعرّفت على حقيقته، ولذلك في هذه التدوينة القصيرة سأصيغ
منظوري عن الفشل من وجهة نظري الشخصية.
الخطوة
الأولى
والبديهية في تحقيق أي شيء نريده هي المحاولات والإقدام على تجربة الطرق المتعددة
لإيصالنا لهدف واحد، في هذه الخطوة تحديدًا سيتحتّم علينا الخروج من منطقتنا التي اعتدناها وألفناها، والتمرد على النمط الروتيني والمريح والهادئ، لنجرّب
شيئا جديدًا يتقدم بشخصياتنا ومهاراتنا درجة أعلى، ولأن هذا الخروج غير المألوف
يسبب بعضا من القلق على وضعنا المريح، وخوفًا من النتائج المجهولة والخسائر
المتوقعة، فيتوقف الكثير من الأشخاص هنا، في هذه الخطوة الأولى للتعرف على الفشل.
الخطوة
الثانية بعد
النجاح في الخروج من منطقة الراحة والجرأة على تجربة شيء جديد، هي معرفة الطريق
المناسب، لأن الطرق متعددة وكثيرة ويصعب إحصاؤها، وسيصعب التنبؤ بالطرق التي تناسب
أهدافنا وإمكانياتنا، وللتأكد من ذلك لابد أن نجرب أكثر من طريق، وهذه التجارب
المتكررة هي تحديدًا ما يتمثّل به الفشل، فنحن لابد أن نفشل في طريق ما لنعرف أنه
غير ملائم لأهدافنا، ومن أساسيات الوصول للطريق المناسب هو المرور بغير المناسب
أولًا، وفي هذه المرحلة قد نتوه ونتوقّف كثيرًا بعد فشلنا في الطريق الأول، ظنًّا
منا أن قصّتنا فاشلة برمّتها، ويشوّش علينا ألم الفشل صحّة التفكير في أن الطريق
هو الخاطئ وليس عبورنا به، وبالتالي لابد أن نجعل الفشل في هذه المرحلة مؤشرًا على
عدم مناسبة الطريق، وليس على قرارنا الخاطئ بأن نجرّب.
الخطوة
الثالثة تكمن
في الوصول، وفي النجاح بتحقيقنا للهدف المراد، وما الوصول إلا توهان متكرر في طرق
غير ملائمة، وما النجاح إلا خطوات عديدة في التعرّف على الفشل.