المشاركات

30- الإيمان غير المزيّف


من أبرز الأمور التي تميّز إيماننا بالأفكار/الأشياء/القرارات، هو أن الإيمان غير قابل للتزييف، حتى وإن تجاهلنا مشاعر الإرباك المناقضة للإيمان، فإننا سنستمر بالشعور بها إلى حين الاعتراف بوجودها بكلّ صراحة ووضوح، وهذا ما يجعل الإيمان حقيقيا وصادقا جدّا بطريقة لا تقبل المراوغة.
 

كيف أعرف أنني مؤمنة بفكرة ما؟

- أستثمر بها مالي بلا أدنى شك أو تردد، ونادرًا ما تحصل هذه الحماسة معي بهذا الجانب لدرجة أستطيع أن أعدّد المرات التي استثمرتُ بها في شيء ما بلا تردد، ولكنها أحد العلامات التي تشير إلى اقتناعي وإيماني بفكرة ما.
- أرى مساحة التطوير فيها قبل بدئها حتى، أستطيع القول أنني أرى بُعدها واتساعها الذي سيحتوي على الكثير من التطورات والمراحل التالية قبل حتى أن أبدأ الخطوة الأولى، وأستطيع بوضوح رؤية الصورة الكبيرة لهذه الفكرة، وأستطيع تحديد موقعها من الإعراب في حياتي، وفي العالم.
- على الرغم من كوني عاشقة للتخطيط إلا أن إيماني بفكرة ما يجعلني أتخلى عن التخطيط جزئيا، فأصبح لست مضطرة للتخطيط لأقوم بفعل شيء ما، ويصبح فقط أداة للتنظيم ولترتيب الخطوات ولا يأخذ دور المشجّع في هذه المرحلة، وأعمل أكثر مما أخطط له وأنجز في فترة قياسية.
- أتأكد من إيماني بالفكرة حين تكون إجابة لتساؤلات لي في الماضي، أكون قد مررت بفترة معينة كنت بحاجة لمثل هذه الفكرة أن تكون في الواقع، ولو كانت موجودة لحُلّت الكثير من مشاكلي في تلك الفترة، فألاحظ أنني أتبنى الفكرة التي تمنّيت مسبقًا لو أنها موجودة لتخدمني.
 

كيف أعرف أنني لست مؤمنة بفكرة ما؟

- حين لا أشعر باتساقها مع قيمي العُليا وأهدافي في الحياة، فمثلا إذا كانت قيمتي العُليا هي الإبداع فهل سأؤمن بفكرة تقليدية وليس بها أي مجال للإبداع؟ تناقض القيم مع الفكرة هو مؤشر واضح على عدم اتساقها معي وبالتالي عدم إيماني بها.
- حين أتردد كثيرًا بين خطواتها، ولا أقصد هنا الخوف من تجربة الشيء الجديد، لأن مشاعر الخوف طبيعية حتى مع الأفكار المتّسقة مع قيمنا، ولكن مشاعر التردد التي تلمس جوهر الفكرة، هل هي صحيحة؟ ماذا ستقدّم هذه الفكرة للعالم؟ ماذا ستغيّر؟ ماذا سأستفيد؟ مثل هذه الأسئلة تعتبر وجودية للفكرة ذاتها، وأختبر من خلالها مدى إيماني بجودة الفكرة واتساقها معي.
 

لماذا نؤمن بالأفكار؟

أليس من الممكن أن نشرع في تنفيذ أفكار لسنا مؤمنين بها حقا؟ بل وبمعنى أصح، هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بذلك أصلا، وأنا أولهم، في بعض الأحيان نضطر للعمل ضمن أفكار ومبادئ لا نؤمن بها، ولكن مجرد (إدراكنا) لهذا الأمر هو أمر مثير للاهتمام، فهناك الكثير من الأشخاص غير المدركين بكونهم يعملون فيما لا يؤمنون به ولا يتّسق مع قيمهم في الحياة، ويظنّون بأن مفهوم العمل يحتّم عليهم ذلك، ولا شيء غير ذلك، أن تعمل بكدّ لخدمة أهداف أشخاص آخرين، وهم غير (مدركين) أنهم لا يؤمنون بهذه الفكرة، وأنه بإمكانهم العمل فيما يؤمنون به، حتى لو لم يبدؤوا الآن بالتنفيذ، ولكن بإمكانهم على الأقل البحث والسؤال ومقابلة الأشخاص وتحليل الواقع، ومن ثم التخطيط والنظر للوقائع ومعرفة أول خطوة صغيرة لتحسين واقعهم وللبدء في أعمال تتسق مع قيمهم وأهدافهم في الحياة. ولكن قبل كل شيء، كيف سيعمل الإنسان فيما يخدم قيمه إن كان هو لا يعرف ما هي قيمه أصلا؟ ولذلك أعتقد أن المعضلة الأساسية في الحياة لكثير من الأشخاص هي تحديد قيمهم في الحياة التي يعملون من أجلها، وليس تحديد نوعية الأعمال التي ستخدم هذه القيم، فتكون المعادلة كالتالي: معرفة القيم > تحديد نوعية الأفكار المتسقة مع قيمي > إيمان بفكرة معينة > تنفيذ وازدهار.
 

نهاية التدوينة.. شكرا لك  💜

إرسال تعليق

ما تعليقك على التدوينة؟