نسمع دائما عن الاستمرارية وأهميتها في تحقيق الأهداف، ولذلك نركز كثيرًا عليها أثناء قيامنا بأي شيء، أصبحنا لا نركّز على نوعية الهدف أو توجّهه وإنما نصبّ جُلّ جهدنا على الاستمرارية، ولكن ماذا لو كانت استمراريتنا في الاتجاه الخطأ؟ هل سنحصل على مميزات الاستمرارية حتى وإن كانت استمراريةً بلا روح، بلا عاطفة، وبلا معنى؟
أعتقد أنه من المهم جدا أن يسبق الاستمرارية خطوات مهمّة، أن تتأكد من هذا الشيء الذي تودّ الاستمرارية فيه، ألّا تطمع بنتائج الاستمرارية المغرية وتتجاهل سلبياتها التي قد تكتشفها في منتصف الطريق فقط لأنك استعجلت المغريات، وأحد هذه السلبيات أن تبذل جهدا ووقتا في طريق لا تريده، أو تضيّع فرصا رائعة لأنك قررت أن تستمر في شيء لست متأكدا منه.
حاوِر نفسك
دائمًا وقبل البدء كن صديقًا لنفسك، حاورها وعبّر بصدق عن قبولك/رفضك لأهداف أو ممارسات معينة، حتى وإن كان تحقيق هذا الهدف مطلوبًا/متوقعًا منك، أو أنك ستكون محل ثقة وتقدير من أهلك أو المجتمع حين تكون بهذه الصورة أو تقوم بهذا الدور، ولذلك فيجب أن تحاور نفسك:· من أين نبعت رغبتي لتحقيق هذا الهدف؟
· هل أنا أعيش حقيقتي في هذا الدور؟
· ما الشعور الذي يعطيني إياه تحقيق هذا الهدف؟
والسؤال الأهم:
· ما الشيء/الشخص الذي إن لم يكن موجودًا سأترك تحقيق هذا الهدف؟
ولذلك
قبل أن تضع جهدك في الاستمرارية، فكّر في هذا الجهد، هل هو مقاومة وصراع؟ أم هو
سريان وانسجام؟ فكّر في اللحظات التي ستصيبك باليأس والتكاسل والإحباط، هل ستنهار
فورًا لأنك استنزفت طاقتك في الفترات الماضية؟ أم ستصمد أمامها لأن لديك لياقة في
المقاومة لم تُستنزف بعد؟ فكّر كثيرًا قبل أن تقرر الاستمرارية في اتجاه معيّن.