22- اختر معاناتك

 

الفشل السلبي
هناك نوعان من الفشل، النّوع الأول هو بقاؤك في نفس المكان لأعوام طويلة بلا إحداث أي تغيير، وأنا لا أقول بأنك لم تحصل على نتائج، بل أقول بأنك لم تحاول أصلًا خوض أي تحدّ لتحصل على نتائجه، لذلك أسمّي هذا النوع من الفشل "الفشل السلبي" لأنه اسم على مسمى، فأنت ستدور في ذات الدائرة لفترات طويلة من الزمن، وهناك مفاجأة صغيرة، أننا وفي كل الأحوال ستعترض حياتنا الكثير من العقبات، سنشعر بالهموم تثقل كاهلنا، سنعيش لحظات تعيسة جدا وسنوضع أمام تحديات وسنُجبر على اتخاذ قرارات، ففي كلّ الأحوال ستواجه هذه المصاعب لأنها سنّة الكون! وفكّر معي فيما لو واجهتك هذه المصاعب وأنت في مكانك، تقرّر أن تختار الراحة ولكن الحياة لن تسلّمك إياها! حينها سيكون (السيناريو) كالتالي: ستواجه المصاعب مرغمًا، ولكنّك ستُحارب بهدف واحد فقط، أن تعيش براحة، أن تضمن الحد الأدنى من الحياة الروتينية التي اعتدتها، ستحارب كي لا يسوء حالك ولتبقى على ما أنت عليه، إنها مصيبة! ستضطر للمحاربة للبقاء في نفس مكانك!

الفشل الإيجابي 
بينما هناك خيار أفضل، أن تُحارب لتكون في مكان أفضل من مكانك، أن تختار همومك بنفسك، أن تختار المصاعب التي تقحم نفسك فيها، الحياة غير ورديّة، والذكي هو من فهم معادلتها وسبق الحياة بخطوة، فاختار قبلها همومه، ولم يجعل الحياة تخيّره، نعم الحياة مليئة بالمفاجآت وستفاجئك بما لا يخطر على بالك حتى وإن اخترت مسارك الخاص، ولكن على الأقل ستكون نوعية همومك ضمن ما أحطت به نفسك من تحديات وتجارب، والفشل في هذه المرحلة فشل إيجابي جدّا، لأنك ستخوض تحديات ومصاعب ولكن في سبيل الصّعود! وليس في سبيل البقاء ضمن الحدّ الأدنى الذي وضعته لنفسك، ولذلك فبعد كلّ تجربة ستكون قد تعلمتَ شيئا جديدا، ودرسا مفيدا تطبّقه في مسارك الذي اخترته بحكمة! ولذلك قبل كلّ شيء، قبل أن تنجح وقبل أن تفشل، خذ كامل وقتك في التفكير ومن ثم قرّر، ما هي نوعيّة الهموم التي تريدها؟ ما هي الصعاب التي تودّ أن تعيشها؟ أين تودّ أن تكون في المستقبل؟ ما هي التحدّيات التي ستواجهك؟ باختصار، خذ كامل وقتك في اختيار الطريق الذي تودّ أن يكون رفيقًا لمعاناتك.

إرسال تعليق

ما تعليقك على التدوينة؟