21- احتمالات

حين توضع أمام تحدّ كبير، فأنت أمام خيارين، إما أن تخوضه، أو تتركه، وفي هذه التدوينة سنناقش الاحتمالات لكلّ منهما.

حين نخوض التحديات الجديدة
قبل اتخاذنا لقرارنا الجريء، سنواجه الكثير من مشاعر الخوف والإحباط والتشكيك، ولذلك لن نقول "نعم" بسهولة، ولكن حين نقولها فنحن أمام احتمالين:
سننجح! وسيكون ذلك مُبهرًا حقّا! نحن قررنا خوض أمرٍ ما بعد معاناة مع التشكيك في قول "نعم"، ولكننا نجحنا أخيرًا في هذا التحدّي الصعب، وهذا يعني أننا تقدمنا خطوة واحدة -أو أكثر- إلى مستوى أعلى مما كنّا عليه قبل اتخاذ هذه الخطوة.
أو سنفشل! لأننا قمنا بعمل خاطئ في مكان ما، أو أدرنا العجلة في غير اتجاهها الصحيح، ولكن كان لابدّ من هذه التجربة الفاشلة نظريا، لنستطيع عمليا فهم الكيفية التي ستعطنا نتائج إيجابية مُستقبلًا، صحيح أنك خسرت التحدي الآن، ولكنّك كسبت التّجربة!
حين نخوض تحدّيا جديدا لا يشبه أبدا ما قمنا به مسبقًا، فنحن رابحون في جميع الاحتمالات، لأننا إن نجحنا أو فشلنا سنتعلّم الكثير لكوننا قمنا بعمل شيء ما، خرجنا من منطقةٍ مألوفة جدّا بالنسبة لنا، هذا القرار يبدأ بمعاناة وينتهي بتجربة تُدرّس.
 
ماذا إن تركنا التحدي وأدرنا وجهنا عنه؟
لا احتمالات كثيرة ولا تعقيدات، فنحن أمام احتمال واحد لا غير، ولكن لدي خبران، أحدهما سعيد والآخر حزين، أما السّعيد فهو أننا حين نختار ألّا نخوض التحدي ونتركه على الهامش، فنحن لن نفشل أبدًا! ولكن الخبر الحزين هو أنّنا لن ننجح أيضًا، اختيارك للجلوس في نفس الدائرة المألوفة والمريحة يعني أنّك عالقٌ في مكان ما، لا تنجح فتتقدم، ولا تفشل فتتعلّم.

ولذلك دائمًا الرابح هو من يختار خوض التحدّيات، وأنا معجبة جدّا بأولئك الأشخاص الفاشلين بنظرنا، لأنهم قاموا بعملٍ ما، بغضّ النظر عن نتائجه، فهم أخذوا الخطوة الأولى الجريئة في خوض التّحدي، هذه الجراءة التي ستجعلهم يأخذون ذات الخطوة مرارًا وتكرارًا لخوض تجارب جديدة، وإن فشلت في نظرنا، فهي تراكمات ذهبيّة لبناء نتيجة واحدة مُذهلة!

إرسال تعليق

ما تعليقك على التدوينة؟