20- معضلة المثاليّة

 



أعاني من معضلة حاليا، وهي أنه دائما هناك مجال للتحسين والتطوير، فمتى سأعتمد النتيجة النهائية؟ لا نستطيع القول بأن هذا هو الشكل النهائي والمثالي لعمل المهمة، لأن السنة الكونية تقول بأن كل شيء في الحياة قابل للتطوير والتعديل، وفي نفس الوقت لا يوجد شيء مثالي وكامل، وحين أكون مهتمّة جدا بنتيجة نهائية مرضية لي، فأنا لن أعتمد المُخرج النهائي بسهولة، لإيماني بأن هناك شيء ما يُمكن أن يتطوّر ويتحسّن، وأستطيع ألا أعتمد هذه النتيجة وأستبدلها بنسخة مطوّرة عنها، هذا الأمر يحصل معي في كثير من جوانب حياتي، لا أرضى بهذه النتيجة ولا تعجبني، ولا أكتفي بقراءة هذا الكتاب، ولا أنظر لما حققته مسبقًا لأنه لا يعني لي سوى أنه درجات من السلم الذي أصعده، ولذلك تربكني كثيرًا فكرة الاعتماد النهائي، أو الرضا الحالي.
 
دافع حقيقي أم مزيّف؟
أشعر أن عدم الرضا يعطني دافعًا -إيجابيا بنظري- لعمل المزيد، ودائما أعيش في هذه المعضلة، هل أستمع للأقوال التي تقول بأن الرضا هو أساس السلام الداخلي والاستمتاع بالحياة؟ أم أستمع إلى حدسي الداخلي الذي يقول بأن الرضا هو بوابة لاستسلامات متتالية، وأن عدم الاكتفاء هو طريقي الأول للمزيد، للتطور والنمو، ولتحقيق ما لم أحققه إلى الآن؟ وهل الرضا ينافي النمو فعلًا؟
 
نمو لا نهائي
المشكلة الحقيقيّة بأن هذا النمو الذي أطمح إليه والذي يعيقه فكرة "التحسين المستمر" لا نرى نتائجه بين يوم وليلة، فنحن لابد أن نكدّ باستمرار لنرى نتيجة ظاهرة وواضحة تشير إلى أن تلك المهام المتعددة والمتراكمة أدّت إلى نجاحنا ولو بمؤشر بسيط، وأنا لا يهمني مقدار النجاح بقدر اهتمامي بالنجاح نفسه، ولكن في فترات الكدّ والسعي دائما ما تتكرر علي الفكرة ذاتها، فأعود دائما لأسأل نفسي: متى سأعتمد النتيجة النهائية؟

إرسال تعليق

ما تعليقك على التدوينة؟