19- الأفكار ليست صُدفة

 

حاضرنا نتاج ماضينا، وشخصياتنا شُكّلت من ذكرياتنا، وكلّ جزء منا أو شعور أو فكرة حدثت بسبب نجهله أو لا نجهله، ولذلك حين تطرأ عليكَ فكرة ما، فهي لن تغادرك إلا حينما تعطها اهتمامك، ستتكرر عليك الجملة إلى أن تقوم بكتابتها، سيلاحقك الشعور دوما إلى أن تفرغه من داخلك، سيؤنبك ضميرك إلى أن تريحه، سيلاحقك اللوم إلى أن تحقق هدفك، رغباتنا الحقيقية تحدث لسبب، ونحن لسنا أذكى منها لنتجاهلها وندفنها، ونحن إذا لم نستجب إلى رغباتنا فسنبقى حبيسين لها، نظنّ أننا بتجاهلنا قد تحرّرنا منها ولكنها ستظهر دائما في أوقات مختلفة وبأشكال متعددة، هذا الهروب يجعلنا خائفين، محبطين، نحن لن نتقدّم خطوة واحدة بحريّة إلى حين إعطاء هذه الرغبة حقّها من التجربة، من المساحة والاهتمام، لنستطيع أن نرى من بعدها الخطوة اللاحقة.

كل شيء يحدث لسبب
نشكّك دائما بصدق الرغبة التي تأتينا لفعل شيء ما، لأننا لا نؤمن بحقيقة المكان الذي أتت منه، ونحن دائما في حرب مستمرة مع ذواتنا، ونظنّ بأن كل ما يصدر منها يكون اعتباطيا وبلا فائدة، نحاول تحكيم العقل في كل الأمور، ومنطَقة المشاعر بطريقة لا تُصدّق، ولكن نغفل عن شيء مهم، وهو أننا عندما لا ندرك السبب وراء هذه الرغبة فهذا لا يعني بأنه غير موجود! فهناك فعلا أسباب منطقية لكلّ شيء، حينما تنحرج من عملك الإبداعي لأنك ترى أنه بلا قيمة أو سخيف، فهذا ليس تصرفا طبيعيا يحصل لكل الناس، الكثير من الناس يثقون بأعمالهم ويستعرضونها بفخر، ولذلك فكّر بهذه الرغبة في إخفاء فنّك، تظن أنها جاءت بشكل عشوائي أو طبيعي أو بسبب حبك للكمال، ولكن تنسى أن صديقك في الطفولة لطالما تنمّر على رسوماتك.

اتبع حدسك
كل أفكارنا ورغباتنا ودوافعنا ومشاعرنا ومعتقداتنا تكوّنت ضمن عوامل معيّنة ومعقدة وطويلة، وذاكرتنا الضعيفة لا تتحمل كلّ ذلك، ولذلك تفضّل النسيان وتذكّر مواقف صغيرة تسعفنا حين نحتاجها، ولكن آمن بنفسك، بماضيك الطويل، بمواقفك المتعددة، وآلامك العميقة، فهي من تساعدك الآن في اتخاذ قراراتك، ونصيحتي الوحيدة لك اليوم: اتبع حدسك.

إرسال تعليق

ما تعليقك على التدوينة؟