لو
سألت شخصًا ما عن أكبر هدف يودّ تحقيقه والعمل عليه في الفترة المقبلة من حياته،
وكان جوابه لا شيء، فهو تقريبًا سيحقق اللا شيء بامتياز.
هناك
نقطة مهمة جدا للوصول إلى أماكن ومستويات بعيدة، فقبل وضع الخطط الرائعة والمنظمة
أو بذل المجهودات الكبيرة أو صرف عشر ساعات يوميا واستهلاك الطاقة النفسية
والجسدية لتحقيق أي شيء، لابد أن تعي مدى توسّع عقلك وإدراكه لأهدافه الكبيرة،
فهناك العديد من الأشخاص الذين يعملون بجد يوميا لمدة 8 ساعات ولكن لأجل أن يستلموا الراتب في نهاية
الشهر ليسدّوا التزاماتهم ويعيشوا كما اعتادوا، في كثير من الأحيان تكون الوظيفة
مهمة ضمن خطة كبيرة لبعض الموظفين، هو يعلم أنه يعمل لمدة 8 ساعات يوميا ولديه راتب نهاية الشهر ويحسب
حسابات الأمور كلّها لأن هنالك هدف ما يودّ تحقيقه، هذا الهدف أبعد من استلام
الراتب.
ونفس
الأمر يحصل مع الأعمال الأخرى، فالمال الذي نتقاضاه مقابل خدماتنا مهم بالتأكيد،
ويعطينا دافعا أعلى للتقدم، ولكنني شخصيا أحب أن أضع هذه التعاملات ضمن قالب/خطة
أكبر لأعرف ماهيّة هذه التعاملات وأين موقعها من الإعراب، ولا أخفيك سرا أنني في
كثير من الأحيان أنغمس في المشاغل وأتوه عن الصورة الكبيرة، فأحاول استرداد طاقتي
وتنظيم أمور حياتي وتفاصيلها على الورق لأضع النقاط على الحروف، جميعنا في هذه الفترة
-على سبيل المثال- نقوم بتأدية مهام صغيرة ومتكررة، ولكن جرّب اسأل خمسة أشخاص
مثلا عن المهام التي قاموا بها اليوم، وعن دور هذه المهام في تحقيق الهدف الكبير
الذي يطمحون له، ولاحظ اختلاف الأجوبة.